العطر
يُعدُّ العطرِ من المكونات التي تُضفي على المكانِ الذي ترش فيه الرّائحةِ الجميلةِ والمُفعمةِ بالطّاقةِ والحيوية، ويتكوّنُ العطرِ السّائلِ من الكحولِ والماءِ ومن الجُزيئاتِ التي تتبخّرُ في الهواءِ تِبعاً لدرجةِ حرارةِ الغُرفةِ، وبالإضافةِ لذلك فإنّ الرّائحةِ هي عبارةً عن جُزيءٍ خفيفٍ بما يكفي لكي يطفو في الهواءِ، وتجدر الإشارةِ إلى أنّ خلايا الأنفِ تتعرّفُ على جُزيئاتِ التّبخُّرِ وتُرسلُ إشارةً لكي يُدركها دماغُ الإنسانٍ، وتأتي العطورِ بقوّةٍ وتركيزٍ مُختلفين، وتُعتبرُ زيوتِ العطرِ هي الأكثرُ تركيزاً في تكوينِ العطورِ، وقد تمّ تبخيرِ تلك الزّيوتِ من النباتاتِ أو الأزهارِ أو الفواكهِ
كيمياء تكوين العطر
تشملُ العطورِ مجموعةٍ واسعةٍ من المكوِّناتِ الأساسيةِ والتي تدخل في تركيبها، ويعودُ تكوينها إلى عصورٍ سالفةٍ، وقد كانت العطورِ فيما مضى تصنع من اللِّبانِ، وكانت تُستخدمُ كبخورٍ في المُناسباتِ أو في مواسمٍ مُحدّدةٍ، وبعد ذلك تطورت العطورِ وأصبحت تُستخرجُ من الأعشابِ كالنّعناعِ أو من الزُّهورِ كالورودِ، وتجدرُ الإشارةِ إلى أنّ الصِّناعةِ للعطورِ تتكوّنُ من ثلاثةِ أجزاءٍ وهي الجُزءُ العلويِّ وهو الذي يستنشقهُ مُستخدمهُ في بادئ الأمرِ؛ أي ما يُسمى بالانطباعِ الشّميّ عن العطرِ، وأمّا الجُزءِ الثّاني فهو قلبُ العطرِ؛ أي العطر الأساسيّ والذي يستمرُّ لعدّةِ ساعاتٍ، وأمّا الجُزءِ الثّالثِ فهو قاعدةُ العطرِ وهو الذي يدعمُ العطر كلهُ، ويتكوّنُ من الموادِ الكيميائيّةِ الأقلُ تقلُّباً وهذا الجُزءُ هو من يجعلُ العطر يدوم طويلاً، وإجمالاً تتكوّنُ العطور من نسبةٍ كبيرةٍ من كحولِ الإيثيلِ وتتكوّنُ أيضاً من الزّيوتِ الأساسيّةِ، ويعتمدُ قوّة بقائها على مُعدّلِ التّبخُّرِ، وبالإضافةِ لذلك يتمُّ استخدامِ موادٍ كيميائيّةٍ لتكثيفِ موادِ التقطيرِ في بُخارٍ، ومن ثمّ جمعها، وبعد ذلك نقعِ المكوناتِ الخامِ في الماءِ أو الزّيتِ أو المُذيبِ لسحبِ العطورِ منها
أنواع العطور
يُضفي العطرِ بريقاً مُفعماً بالرّوائحِ الزّكيّةِ لمُستخدمهِ، وقد يؤدي إلى تغيير مزاجِ المرءِ للأفضلِ، ووجب التّنويهِ لضرورةِ حُسنِ اختيارِ النّوعِ المُناسبِ وذو الرّوائحِ الجميلةِ، وهناك العديدُ من الأنواعِ لروائحِ العطورِ ونذكرُ منها ما يأتي:[٣] رائحةِ الحمضيّاتِ: وتبعثُ هذهِ الرّائحةِ الحيويّةِ والنّشاطِ وخصوصاً في ساعاتِ الصّباحِ، وتجعلُ المرءِ يشعر بالانتعاشِ والطّاقةِ للانطلاقِ صوب الحياةِ. الرّوائحِ الشّرقيّةِ: وتُستخرجُ تلك الرّوائحِ من الحيواناتِ كالمسكِ والعنبرِ، ويتمُّ مزجها مع روائحِ الأزهارِ لزيادةِ رائحتها الجميلةِ. رائحةِ الأزهارِ: وتمتازُ هذهِ الرّائحةِ بأنّها مُفعمةٌ بعبقِ الرُّومانسيّةِ، وتُضفي لجمالُ اللحظاتِ المُميّزةِ عند المرءِ جمالاً، وتزيد من روعةِ الأنثى، بالإضافةِ لروعتها الأساسيّةِ. رائحةِ الفواكه: وتبعثُ هذهِ الرّائحةِ الانتعاشِ للمرءِ، وتتكونُ من الأنواعِ المُختلفةِ للفواكهِ، وقد تُمزجُ مع الزُّهورِ لتزيدُ من قوّةِ وجمالِ الرّائحةِ. الرّوائحِ الطّبيعيّةِ، كالأوراقِ الطّازجةِ أو العُشبِ الطّازجِ، وتُسمّى بالعطورِ الخضراءِ. روائحِ المُحيطاتِ: وقد ظهرت تلك الروائحِ لأوّلِ مرّةٍ مع الكُثبانِ الرّمليّةِ، وهي عبارةً عن مزيجٍ من المُركبات الاصطناعيّةِ لاستحضارِ الرّوائحِ الطّبيعيّة كالهواءِ الجبليِّ، أو رذاذِ المُحيطاتِ. الرّوائحِ الحارّةِ : وهي عبارةً عن الروائحِ المُشابهةِ للتوابل كالقرفةِ والقرنفلِ والهيلِ والزنجبيلِ، وتُعتبرُ تلك الرّوائحِ من الطّرازِ القديمِ.
نصائح عند شراءِ العطور
يُحب جميعِ النّاسِ أن تفوح منهم الرّوائحِ العطرةِ والجميلةِ، والتي تُشعرهم بالارتياحِ والقوةِ، وقد تُعزّزُ من ثقتهم بأنفسهم، ويؤثُّر العطرِ بصورةٍ إيجابيّةِ في من يستنشقهُ أيضاً، ومن المُهمِّ استخدامِ عطرٍ جيِّد يُناسبُ شخصيّةِ المرءِ وذوقهِ العامِ، وهناك العديدِ من الأمورِ الواجبُ أخذها بعين الاعتبارِ عند شراءِ النّوعِ المُناسبِ من العطورِ، ونذكر منها ما يأتي:[٤] عدمِ شراءِ الرّائحة؛ لأنّ رائحتها كانت جميلةٍ على أحدِ الأشخاصِ الذي قد التقى بهم المرء، ويجب أن يعلم المرء قبل شراءِ العطرِ إلى التركيبةِ الكيميائيّةِ لجسمهِ ولبشرتهِ لكي يختار النّوعِ المُناسبِ لها، وبالإضافة لذلك فعلى المرءِ اختيارِ العطرِ المُناسبِ لنمطِ حياتهِ ولغذائهِ ولدوائهِ إذا كان يأخذُ أحد الأنواعِ. اختيارِ العطرِ ذو المِّيزاتِ والتركيبةِ المُناسبةِ، وقد ذُكرت الأنواعِ في الفقرةِ السّابقةِ. الاطِّلاعِ على تركيزِ العطورِ ومدى نقائها وكميّةِ الزّيوتِ المُضافةِ إليها، ووجب التّنويهُ إلى أنّ أنقى العطورِ يُمكنُ أن تُسبب التّهيجِ بالجلدِ عند بعضِ النّاسِ، فيلجأ المُنتجين إلى إضافةِ بعضِ الزّيوتِ مثل “الإيثانولِ”، مع إضافةِ بعضِ الماءِ أحياناً. شراءِ الرّائحةِ التي تُناسبُ شخصيّةِ الإنسانٍ وتُعبِّرُ عنها وعن ذوقهِ العامِ، وأن يعتبر العطور من المُلحقاتِ الأساسيّةِ لهُ. عدمِ التّعجُّلِ عند شراءِ العطرِ بل التّانِّي كثيراً، وأفضلِ طريقةٍ هي رشِّ القليلِ من العطرِ على معصمِ المرءِ، وأن يستمرّ لمُدّةِ 30 دقيقةٍ حتى تظهرُ الرّائحةِ الحقيقيّةِ لهُ، وبعد ذلك شراءِ العطرِ إذا أحبّ المرءِ تلك الرّائحةِ.[٥] اختبارِ العطرِ عن طريقِ رشِّهِ على بشرةِ المرءِ أوّلاً؛ وذلك لأنّ بعض النّاسِ يُعانون من الحساسيّةِ ببشرنهم من أحدِ الأنواعِ، ولأنّ بعض العطورِ يكونُ لطيفاً على البعضِ أكثر من الآخرِ. اختبارِ العطورِ التي قد سمع عنها المرء بأنّ رائحتها غير جميلةٍ، وتجريبها لأنّها قد تكونُ لا تعكسُ ذوق البعضِ ولكنها تلقى استحسانِ البعضِ الآخرِ. رشِّ العطورِ على الجُزءِ العلويِّ من الذِّراعينِ وعلى الأكمامِ الخاصّةِ بالمرءِ، وذلك من أجلِ اختيارِ أفضل العطورِ وأنسبها للمرءِ، وتُعتبرُ هذهِ الطّريقةِ من طُرقِ اختبارِ جودةِ وجمالِ رائحةِ العطرِ أيضاً.
كيفية رشّ واستخدام العطور
يتحتّمُ على المرءِ بعد أن يطّلع على أنواعِ العطورِ التي تُناسبُ ذوقهُ، أن يستخدمها بالطّريقةِ الصحيحةِ والتي تضمنُ الثّبات لرائحتهِ لأكثرٍ وقتٍ، وهناك العديدُ من الأماكنِ التي يتوجّبُ على المرءِ أن يضع العطر عليها ونذكر منها ما يأتي:[٦] الشّعر: وذلك عن طريقِ وضعِ الكميّةِ المُناسبةِ على فُرشاةِ التّصفيفِ الخاصّةِ بهِ، وأن يُمررها على شعرهِ. خلفِ الأُذنينِ: فمن الواجبِ ذكرهِ بأنّ تلك المنطقةِ يوجدُ بها نقاط النّبضِ حيثُ الأوردةِ، والتي تكون أقرب للجلدِ، وبالتّالي تُساعدُ في توليدِ المزيدِ من الحرارةِ، والتي بدورها تزيد من انتشار الرّائحةِ بقوة. أسفلِ الظّهرِ: أي بين الملابسِ والجلدِ، ممّا يزيدُ من وقتِ بقاءِ العطرِ على جسمِ الإنسانِ؛ لأنّ حركاتهِ الطّبيعيّةِ عبر الهواءِ ستنشرُ الرّائحةِ بمهارةٍ أكبر. داخلِ المرفقينِ عند نقاطِ النّبضِ أيضاً. خلفِ الرُّكبتينِ ويوجدُ بها توليدٍ للحرارةِ بنقاطِ النّبضِ. زرُّ البطنِ والذي بدوره يزيد من وقتِ بقاءِ العطرِ أيضاً.